بعد البيتكوين (BTC/USD)، تعتبر عملة الإيثيروم العملة المشفرة الثانية الأكثر تداولاً في السوق، والتي بدورها لاقت اهتمام كبير من قبل المستثمرين ومحبي العملات المشفرة.
ما هي عملة الإيثريوم؟
بطريقة مبسطة، لا تهدف الإيثيروم إلى استخدامها كعملة، كما هو الحال مع البيتكوين. تعتبر البيتكوين منصة غير مركزية تعتمد على شبكة البلوك تشاين، تسهل إبرام عقود على الإنترنت تحاكي العقود التقليدية في الحقيقة مع توفير عنصر الأمن والثقة.
تجدر الإشارة إلى أن شبكة البلوك تشاين هي التي تشغل البيتكوين، وهي تشكل قاعدة بيانات، تفتقد إلى سلطة مركزية، وتراقب كل عملية تحويل وتبادل.
تسمح الإيثيروم بخلق تطبيقاتٍ غير مركزية وعقود ذكية؛ بكلماتٍ أخرى، هي نصوص مكتوبة ومصممة تحديداً لتنفيذ أعمال عندما تكون الأوضاع مناسبة.
على سبيل المثال، قد يتضمن عقد معين أمر "دفع 20 باوند لجوناس، في حال كتب مقال مكوّن من 200 كلمة عن البركسيت، بحلول 15 سبتمبر 2018". وبالفعل، سيتم تحويل الأموال إلى جوناس عندما تستوفى الشروط المحددة في العقد.
وبدلاً من العودة إلى سلطة مركزية، وانتظار منها القبول أو الرفض، تشغل هذه العقود بشكلٍ تلقائي. ومن شأن هذا الأمر جعل العملية هذه أكثر مرونةً وتسهيلاً، كما ويخلق أرضية تداول عادلة وموضوعية. من هنا، يمكن استخدام العقود الذكية هذه لأتمتة مجموعة واسعة من المهام، دون الحاجة إلى أي وسطاء؛ بل فقط إلى بنود واضحة في العقد.
تسمى العملة المشفرة الخاصة بالإيثيروم بالـ"إيثير"، وهي تهدف إلى خدمة وظيفتين مختلفتين:
دفع الأموال للأشخاص بموجب شروط وبنود العقد الذكي: هذا هو البند الذي يشجع المستخدمين على العمل على منصة الإيثيروم.
التعويض عن نقاط التعدين الكاملة التي تشغل شبكتها: من شأن هذا الأمر المساعدة في إبقاء الأمور تمر بسلاسة على المستوى الإداري.
التطبيقات غير المركزية (Dapps)
في هذا العصر الحديث، يتمتع الجميع إجمالاً بمفهوم عن طبيعة التطبيق. تم تصميم التطبيقات لأهدافٍ عدة؛ للاطلاع على رصيدنا، دفع ضرائبنا أو السماح لنا بالوصول إلى قناة معينة للتسلية – أكانت لعبة إلكترونية، فيديوهات وغيرها.
تم خلق التطبيقات غير المركزية أو الدابس للأهداف نفسها تقريباً؛ غير أنها تعمل على شبكة واسعة من العِقد، بدلاً من العمل ضمن مصدر مركزي واحد. ونظراً لطبيعتها غير المركزية، تتمتع الأخيرة بقيمة مضافة تميزها عن التطبيقات التقليدية.
وبعكس التطبيقات التقليدية، لا تتعرض الدابس لخطر التعرض للقرصنة أو العمل ببطءٍ بسبب مشكلاتٍ في الخادم.
ومن ميزاتها الأخرى أنها:
مفتوحة المصدر – ما يسمح للمستخدم بالوصول إلى الواجهة الأمامية والطرف الخلفي.
مستقلة – حيث تعمل بشكلٍ أوتوماتيكي، بناءً على البنود والشروط التي تم برمجتها وكتابتها فيها.
آمنة – يتم تخزين البيانات والبروتوكولات في بلوك تشاين التشفير وبطريقة آمنة؛ حيث يصعب كثيراً تنفيذ أي عملية قرصنة.
100% فترة تشغيل – إن البلوك تشاين تعمل بشكلٍ دائم، ما يعني أنه ليس هناك أي فترة توقف بالنسبة للتطبيقات، مع عدد لا يذكر من الحوادث.
سهلة التنفيذ – لا يحتاج المطورون الذين يعتزمون الاستفادة من تكنولوجيا البلوك تشاين، إلى إنشاء شبكة بلوك تشاين جديدة، وذلك لأن الإطار موجود بالفعل، وبالتالي، سيوفر الوقت والجهد، وسيؤدي إلى تحقيق نتائج أكثر فعالية. هناك فقط الحاجة إلى دفع رسوم المعاملات الخاصة بـ "الدابس" للعمل في هذه الشبكة اللامركزية.
الإيثيروم مقابل البيتكوين كعملة
بالرغم من أن العملتين المشفرتين يخدمون أهداف مختلفة، تحتوي الإيثيروم على مزايا أكثر من البيتكوين:
فترات إحباط أقل – على صعيد تكنولوجيا البلوك تشاين الخاصة بالإيثيروم، يتم تعدين الإحباطات كل 15 ثانية؛ بالمقارنة مع فترة العشر دقائق كوقتٍ فاصل، في عملية تعدين البيتكوين. تتيح هذه الفترة القصيرة من الإحباطات، تأكيد بيانات التحويلات بسرعةٍ.
هيكلية رسوم أكثر دقةً – إن هيكلية الرسوم على التحويلات في إطار الإيثيروم مبنية على الحاجة في المخزون وحاجة الشبكة. في المقابل، فإن تحويلات البيتكوين محدودة بحسب حجم الحواجز، كما وتتنافس بين بعضها البعض.
عمليات تعدين أكثر تطوراً –إن خوارزمية تعدين الإيثيروم مصممة لمقاومة دائرة متكاملة ذات تطبيق محدد (ASIC)، ما يساعد على إبطال مركزية عملية التعدين. في المقابل، تتطلب عملية تعدين البيتكوين دوائر متكاملة ذات التطبيقات المحددة، ما يتطلب إذاً استثمارات مالية كبيرة