نبذة عن تاريخ أسواق العملات
في بداية الأمر وقبل أن نستطرد بالشرح التفصيلي عن موضوعنا وهو أسواق الفوركس وقبل الحديث عن مميزات المتاجرة والتداول في أسواق العملات، سنبدأ بالحديث عن نشأتها وتطورها وأهم الأحداث المؤثرة في تاريخها:
اتفاقية بريتون وودز
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية في عام 1944، تم عقد هذا المؤتمر والذي كان يهدف إلى تحسين الوضع الاقتصادي المتدهور الذي خلفته الحرب العالمية الثانية. وقد حضر هذا المؤتمر ممثلون لأربع وأربعين دولة بهدف وضع خطط من شأنها حماية استقرار النظام المالي العالمي وإنماء التجارة. وعقبه، اتفقت الدول الأعضاء على تثبيت سعر صرف الدولار الأمريكي أمام الذهب في ما يعادل 35 دولار أمريكي للأونصة الواحدة. وقد أقرت الدول الحاضرة على تثبيت سعر صرف الدولار الأمريكي أمام العملات مع السماح للعملات بالتغير ارتفاعاً أو انخفاضاً بنسبة تقريبية لا تتجاوز 1% من القيمة الثابتة لها.
انهيار اتفاقية بريتون وودز
لاتفاقية التي وضعت أهدافها لإزالة العقبات على المدى الطويل بشأن الإقراض والتجارة الدولية والمدفوعات، تعرضت إلى الانهيار في عام 1971 نتيجة التقلبات السعرية الحادة التي تعرض لها الدولار الأمريكي خلال حرب فييتنام، حيث تعرض الاقتصاد الأمريكي إلى انهيار كبير، وبدأ الرئيس الأمريكي نيكسون بإلغاء نظام تثبيت سعر صرف الدولار أمام الذهب وأمام العملات وسمح لسعر الصرف بالتحرك وفقاً لقانون العرض والطب، على أن تتدخل البنوك المركزية في حال لزم الأمر، وفي حال حدوث تقلبات سعرية قوية. ومن هنا انطلقت شرارة أسواق العملات والتي هي الأكبر والأضخم من حيث السيولة وحتى يومنا هذا.
ظهور وسطاء التجزئة
مع التطور التكنولوجي الهائل في عام 1996، بدأت فكرة وسطاء التجزئة في الخروج إلى النور، حيث كانوا يشترون العملات بمبالغ وكميات كبيرة ومن ثم يقومون ببيعها إلى صغار المتداولين، الأمر الذي أدى إلى ظهور شركات استثمار صغيرة ذات رؤوس أموال صغيرة، والتي بدأت بالاستثمار في أسواق العملات، كما بدأ المضاربون من الأفراد المستقلين بالتداول في أسواق العملات الأجنبية أو أسواق الفوركس.